الإعلام الوطني المصري في مرمى نيران (الإخوان) بقلم: عبد المجيد سويلم

الإعلام الوطني المصري في مرمى نيران (الإخوان)  بقلم: عبد المجيد سويلم
الإعلام الوطني المصري في مرمى نيران (الإخوان) بقلم: عبد المجيد سويلم

الإعلام الوطني المصري في مرمى نيران (الإخوان)

بقلم: عبد المجيد سويلم

وصلت حالة "أخونة" المؤسسات إلى حدود فاقت كل التوقعات سلسلة متتالية من موجات الهجوم على وسائل الإعلام المصرية التي تدافع عن الوطنية المصرية وتحاول حماية ما تبقّى من معالم الدولة المصرية، وبعد أن وصلت حالة "أخونة" المؤسسات إلى حدود فاقت كل التوقعات، وبعد أن تمّ التحريض المباشر على فصائل "جبهة الإنقاذ" ورموزها جاء دور الإعلاميين المصريين ودور وسائل الإعلام المصرية الوطنية المؤثرة والفعالة على الرأي العام في مصر. السياق المباشر لهذا الهجوم الإخواني أخذ منحنيات جديدة ومتجددة. فبعد "فشل" محاصرة مدينة الانتاج الإعلامي وبعد "فشل" تعطيل قنوات "دريم" لجأت حركة الإخوان المسلمين إلى هيئة الاستثمار الحكومية الخاصة بالإعلام لملاحقة قنوات "CBC " وإلى الإعلامي اللامع باسم يوسف على ما يقدمه من عمل ساخر وساحر ضد نهج الإخوان وسلوكهم وممارساتهم المغرقة في التخلف والرجعية وانحدار المستوى والضعف الخطير في الفهم والأداء. باسم يوسف من خلال برنامجه المشاهَد على نطاق واسع (البرنامج) وبأسلوبية بلغت الذروة في ألمعيتها والذكاء والسرعة الخاطفة نجح في تناول مظاهر ذلك التخلف والضعف، والسخرية اللاذعة التي يفضح من خلالها هذا الإعلامي المميز السياسات الإخوانية التي تطيح بكل ما بنته الوطنية المصرية على مدى مئات السنين من قواعد راسخة لطبيعة الدولة ولروح التعايش الوطني فيها، وخصوصاً قواعد المؤسساتية الوطنية والقضاء المستقل والمساحات والفضاءات السياسية والإعلامية التي أكدت عليها ثورة يناير، وطالبت بتعميق محتوياتها والتأكيد على ترسيخها كقواعد ثابتة من أجل الوصول إلى الدولة الوطنية الديمقراطية التي هي دون المواطَنة ودون القانون ودون المؤسسات ودولة العمل الفعال للوصول إلى ما يحتاجه المجتمع المصري من عدالة اجتماعية وما يحتاجه المواطن المصري من كرامة وطنية. لم يكن باسم يوسف هو الإعلامي الأول الذي تقدم بحقه للنائب العام البلاغات "المناسبة". فقد سبق أن قُدمت تلك "البلاغات" و"الشكاوى" ضد الإعلامي المحنّك ابراهيم عيسى وكذلك جمال فهمي وعشرات آخرين من أصحاب الرأي الشجاع والقلم المقاتل. عشرات من حمَلة الكاميرا والميكرفون عوقبوا على مواقفهم من استبداد نظام الإخوان، والقوائم طويلة وستطول كلما اشتدت معركة كشف الحساب مع نظام الإخوان الفاشل بامتياز على كل الصعد والمستويات. القوائم ستشمل كل ما يؤثر على صنع الرأي العام وكل ما يفضح نظام الأخونة المتداعي. لن يتوقف الأمر عند الإعلاميين وقنوات الإعلام، بل سيصل حتماً إلى كل كاتب وكل مصوّر وإلى كل روائي وإلى كل رسام يدافع عن الوطنية المصرية والمؤسسات الوطنية والدولة المصرية، وكل مكونات المجتمع المصري باستثناء جماعات الإسلام السياسي التي تحولت على يد نظام الإخوان إلى ميليشيات فاشية "لردع" المجتمع والتصدي لكل طموحاته وأمانيه في استكمال أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية التي مثلت فيها انتفاضة الخامس والعشرين من يناير لحظةً تاريخية فاصلة. فبعد موجة الهجوم على يوسف زيدان وبعد أن "كُفر" علاء الأسواني وعضّ أصابعه ندماً عن مواقفه "المتأنية" و"الإيجابية" من جماعة الإخوان في الأيام الأولى للثورة، وبعد الفضيحة التي ارتكبها الإخوان وأعوانهم من السلفيين بالحملة على الممثلة إلهام شاهين، وبعد عشرات الجرائم التي ترتكب بحق كل مثقفي مصر الأحرار وفنانيها وكتّابها وإعلامييها من على منابر "القنوات الدينية" التي لا شُغل لها ولا شاغل سوى التحريض على كل فن وثقافة وأدب مصري وطني وقومي وديمقراطي تتحول معركةُ أخونة مصر اليوم إلى صراع مكشوف على محتوى الثورة وأهدافها وعلى طبيعة الدولة ودستورها. الأقلام الشجاعة والحرّة في مصر تخوض معركة الدفاع عن الوطنية في كل مكان من أرجاء هذا الوطن الكبير، ومن يعتقد أن معركة يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وباسم يوسف وجمال فهمي هي غير معركة حامدين صباحي ومحمد البرادعي وحتى عمرو موسى فهو واهم. ومعركة الإعلام في مصر هي معركة القضاء ومعركة الدولة الوطنية ومعركة الحرية والكرامة الوطنية. ومعركة الإعلام في مصر هي معركة الدفاع عن الفقراء في مصر، ومعركة الدفاع عن الثورة المنكوبة على يد لصوص الثورات وقنّاصي الواقع السياسي ومقتنصي اللحظات التاريخية من أصحاب المغانم والغنائم. معركة الدفاع عن إعلاميي مصر هي معركة الوطنية الفلسطينية ومعركة كل وطني وديمقراطي على امتداد الوطن الكبير. لا يجب ولا يجوز أن يُترك إعلاميو مصر عرضةً لنيران الإخوان دون أن يتحرك كل مثقفي وإعلاميي وكتّاب الأمة وفنانيها دفاعاً عن مصر الدولة الوطنية ومصر المؤسسات الوطنية ومصر الثورة المنكوبة. لم تعد المعركة معركةً مصرية خالصة، وهي لم تكن أبداً في أي يوم من الأيام، لأن معركة الحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية، معركة العدالة والمشروعية والشرعية، معركة التنمية الوطنية المستقلة، ومعركة القرار الوطني النابع من صلب المصالح الوطنية والقومية هي معركة واحدة في مصر وفي فلسطين وفي كل مكان. ومعركة الكرامة الوطنية ومعركة التنوير والتنوّع والتعايش الوطني والشراكة الوطنية هي معركة واحدة في فلسطين وفي مصر وفي تونس وفي كل مكان من العالم العربي. المعركة ضد اختطاف الثورة والمؤسسات والانقلابات هي معركة واحدة في فلسطين وفي مصر وفي كل مكان هبّ فيه الشعبُ للدفاع عن حريته وكرامته ولقمة عيشه وتاريخه الوطني وانتمائه القومي الأصيل. معركة الدفاع عن الحريات ومعركة الدفاع عن الحق في الاختلاف والحق في المعتقد والتعبير وفي التنظيم هو حقٌ مقدس لكل مواطن ومواطنة على امتداد أرض الأمة الكبيرة، يجري استباحتُه من قبل قوى التخلف الجديدة والمستجدة على معارك الأوطان وأهدافها وطموحاتها وأمانيها. تخوض مصر اليوم، مصر محمد علي ومصر عبد الناصر، ومصر سعد زغلول ومصطفى كامل، مصر بيرم التونسي والشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، مصر إبراهيم عيسى وباسم يوسف ولميس الحديدي، مصر حمدين صباحي ومحمد البرادعي والبرعي، مصر عماد الدين أديب وعمرو حمزاوي، مصر يوسف زيدان، وعلاء الأسواني، مصر آلاف وعشرات الآلاف وملايين الشباب المصريين.. تخوض مصر هذه معركة الوطنية الحقة والديمقراطية الحقيقية. إنها معركة طه حسين وقاسم أمين ويوسف شاهين، معركة مصر القوات المسلحة الوطنية التي دافعت دائماً عن حدود الوطن والأمة بكل بسالة وانتماء عريق وعميق، هي معركة الأمة كلها وهي معركة على الأبواب مع كل جماعات التخلف والحماقة السياسية. معركة مصر اليوم هي معركة كل واحد فينا، ولن ينفعنا أبداً كل هذه "الحيادية" وكل هذا "التفرّج" على ما يجري من معركة شريفة يخوضها أناس شرفاء، كان لهم شرف اقتحام الصمت على جرائم اغتصاب الدولة الوطنية وانتهاك حرمات ومقدسات وحدة المجتمع المصري ووحدة كل مجتمعات هذا الوطن الكبير. فتحيةً إلى كل إعلامي مصري يخوض هذه المعركة الشجاعة، دفاعاً عن شعبه وثورته وأمته وكرامة وطنه