درء تكرار تايتانيك بقلم : عبداللطيف الزبيدي

درء تكرار تايتانيك  بقلم : عبداللطيف الزبيدي
درء تكرار تايتانيك بقلم : عبداللطيف الزبيدي

درء تكرار تايتانيك

بقلم : عبداللطيف الزبيدي

مصائر جانب غير قليل من الشباب العربي، تدعو إلى الحيرة في أسباب تجردهم من الاحساس بالمسؤولية إزاء أوطانهم والأمة . لقد تحوّل هؤلاء إلى آلات هدّامة، وسهلة التوجيه من قبل جهات لها أهداف مشتركة في نهاية المطاف، ما دامت النتائج واحدة تلتقي في التخريب والتفتيت .

 

نحن أمام ثلاث مراحل هدّامة، عاش العالم العربي فترات طويلة من الاستعمار . ثم انتقلت بلدان عربية عدّة إلى أنظمة استبدادية لم تفكر في التنمية الشاملة، وأدى التهميش والأمية إلى مفاقمة البطالة، وقطع الطريق على البحث العلمي والتطوير، حتى باتت مشاركة الشباب العربي في أولمبياد الرياضيات والفيزياء صفراً أو تحت الصفر . وأخيراً توارت أنظمة استبدادية، وانتشر الانفلات الأمني، وكان تغوّل أعداد العاطلين محركاً لسلسلة من السلوكيات السلبية، وكان الشباب في هذه الجحيم الزبانية والحطب، وهذا ينذر بمستقبل بالغ السوء للعرب .

 

حسناً، على الأمة أن تتنفس تحت الماء بتفاؤل . هذا ممكن إذا استطاعت أن تكون سمكة . وكيف نثق بالآتي والمصير إذا كانت المقدّمات على هذا النحو؟ لنقل إن فسحة الأمل لم تصبح بعد مثل سمّ الخياط . لكن على مَنْ لم يغرق بعد أن يفكر في انتشال الغارقين ومَنْ هم في طريقهم إلى الغرق . على رأي المثل الانجليزي: “نحن في قارب واحد”، وكلّنا أمل في ألا يكون المصير مثل تايتانيك .

 

المهزلة هي أن أولئك الشبان المغرّر بهم، الموجهين بالريموت لكي يسيئوا إلى أوطانهم والأمة، يقول عنهم الإعلام الغربي: هؤلاء هم العرب، انظروا إلى عنفهم وتطرفهم، كيف تريدون أن نشعر بالاطمئنان إليهم؟ وإذا كانوا يدمرون بلدانهم، فكيف يفعلون بنا لو أتيحت لهم الفرصة؟ على عقلاء الأمة أن يبتكروا حلولاً لهذه الانهيارات المريبة الرهيبة في منظومة القيم .