مقتل أم وطفلتيها.. تفاصيل جديدة في "مذبحة بولاق": "الأب من صدمته شِرب بيبسي

2018_6_21_22_57_55_19.jpg
2018_6_21_22_57_55_19.jpg

لسادسة والنصف مساء أول أمس الثلاثاء، لا صوت يعلو فوق مباراة منتخب مصر مع نظيره الروسي في ثاني مباريات المجموعة الأولى لكأس العالم 2018، الجميع يستعد لمشاهدة اللقاء المنتظر، غادر "صلاح" منزله بمنطقة المساكن بفيصل مودعاً أسرته قاصداً أحد المقاهي لمتابعة المباراة مع أصدقائه، لكنه لم يدرِ بأنه سيعود إلى بيته ليكتشف كارثة لن تمحوهاً ذاكرته قط طوال حياته.

مع تلقي المنتخب المصري الهدف الثالث، بدأ رواد المقهى في الانصراف بعد ضياع الأمل في العبور لدور الـ16 إلا أن "صلاح المرسي" -نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس- استكمل المشاهدة ليتلقى اتصالاً من شقيقته تخبره أنها اتصلت عدة مرات بزوجته دون تلقي إجابة، ليحاول التواصل معها لكن دون جدوى.

الواحدة بعد منتصف الليل، وصل رب الأسرة، إلى شقته في شارع الملكة بمنطقة المساكن، ليصطدم بجثث زوجته "هبة"، 37 سنة، وابنتيه "جنة الله" 14 سنة، و"حبيبة"، 11 سنة. تسمر مكانه فاقداً القدرة على الحركة قيد أنملة إلى أن أبلغ بعدها رجال الشرطة.

1

في غضون دقائق، تحولت المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، رجال البحث الجنائي والمعمل الجنائي وفريق من النيابة العامة يصلون موقع البلاغ، يفرض العميد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، طوقاً أمنياً بمحيط العقار، مانعاً حركة الصعود والنزول بالعقار المكون من 6 طوابق، حيث شقة بسيطة مكونة من غرفتين وصالة.

كشفت معاينة الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، وجود بعثرة في محتويات الشقة، وسلامة المنافذ كافة، دون وجود كسر في الباب أو النوافذ، وتبين أن جثة الأم بها كدمات بالعين والصدر وآثار خنق بالرقبة وبجوارها "إيشارب"، مع وجود آثار خنق على رقبة ابنتها الكبرى بسلك تليفون، والصغرى مخنوقة بوسادة.

20 يوماً هي عمر فرحة الأسرة بنجاح "جنة الله"، وحصولها على المركز السادس في المرحلة الإعدادية -وفق ما أعلنته مدارس الشروق الخاصة- إضافة إلى أن شقيقتها الصغرى دائمة التفوق الدراسي، لتؤكد شاهدة عيان: "ناس طيبين وفي حالهم.. والبنات متفوقين.. كان سرقهم وسابهم.. ربنا ينتقم من اللي كان السبب".

2

يقول مصطفى أحمد، أحد الجيران، إن الأب الذي يعمل تاجراً للسيارات، أبلغ رجال المباحث باختفاء مبلغ 340 ألف جنيه قيمة شقة "ميراث" باعها منذ أسبوع، مشيراً إلى أنهم لم يسمعوا أي استغاثة أو صراخ "الكل كان بيشوف ماتش المنتخب الوقت ده". يلتقط عمرو محمد، صاحب محل مجاور، طرف الحديث واصفاً حالة الأب المكلوم "قعد على جنب وكان بيشرب بيبسي".

12 ساعة كاملة مكث خلالها رجال المعمل الجنائي في مناظرة الجثث الثلاث، ورفع البصمات، وسط انتشار رجال المباحث بقيادة المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، لاستجواب الجيران وشهود عيان، لينتهي الأمر بنقل الجثث إلى مشرحة زينهم في تمام الثانية ظهراً، لتبدأ رحلة فحص كاميرات المراقبة التي أظهرت دلوف شاب وسيدة منتقبة للعقار في توقيت متزامن لارتكاب الجريمة.

أحد الجيران -رفض نشر اسمه- روى أن مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة محل تجاري مجاور للعقار رصدت لحظة دخول شاب إلى الشقة -مسرح الجريمة - الأمر الذي نفته مصادر أمنية مسؤولة بمباحث الجيزة، مؤكدة أنه تم التوصل إلى الشاب والمنتقبة، وتبين أنها ربة منزل كانت تزور أحد أقاربها رفقة شقيق زوجها، ولم يصعدا إلى الطابق الواقعة فيه شقة الضحايا.

3

وأضافت مصادر أمنية، في تصريحات لمصراوي، أن التحريات أشارت إلى أن "صلاح" يقيم في الشقة منذ 12 سنة، وأن اختلاطه وأسرته بقاطني المنطقة محدود، موضحة أنه لم يلحظ أحد أي تغير طرأ على تصرفات الأسرة خلال الأيام القليلة الماضية.

وشددت المصادر على أن فريق بحث على أعلى مستوى يترأسه اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، ونائبه اللواء رضا العمدة، والعميد محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، لكشف ملابسات الجريمة وسط انتشار عناصر الشرطة السرية لجمع المعلومات، والوقوف على علاقات الأب، ووجود عداوات بينه وآخرين ترقى لارتكاب الواقعة، فضلا عن تفريغ محتوى كاميرات المراقبة بالشارع بالكامل، وفحص سجل مكالمات الضحايا الثلاث.