غزة الجريحة ... مع الإنسان قلم / غسان مصطفى الشامي

غزة الجريحة ... مع الإنسان  قلم / غسان مصطفى الشامي
غزة الجريحة ... مع الإنسان قلم / غسان مصطفى الشامي

 هي غزة تحيا دوما حالة من الانتصار والتضامن والدعم .. وها هي غزة الصامدة تقف بجوار المعذبين والمشردين من أبناء الشام العظيمة .. ها هي غزة الشموخ تقف إلى جانب رجال الشام ونسائها وشيوخها وصغارها.. ها هي غزة الجريحة مع الإنسان السوري مع اللاجئ السوري المبعثر والمشرد على الحدود والطرقات هنا وهناك ... غزة الجريحة والمكلومة تقف بجانب الشعب السوري الأصيل، وتدعم تطلعاته نحو الحرية والاستقلال وإعادة اعمار سوريا؛ لتأخذ دورها المحوري والمركزي في المنطقة العربية .

وقد احتضنت غزة الصغيرة المحاصرة أعداداً من اللاجئين السوريين ممن استطاعوا الوصول إلى أرض غزة بعد عناء وشقاء كبير، واستقبلهم أهل غزة استقبال الأحرار والمنصورين، وقدموا لهم جل المساعدات اللازمة التي تؤمن لهم الحياة الكريمة بين أهلهم وربعهم أبناء غزة الصامدة .

هي غزة قلعة الصمود وقلعة الدفاع الأولى عن التغول الاستيطاني الصهيوني بحق البلاد العربية .. وقد وجهت غزة الضربات والضربات القاصمة للكيان "الإسرائيلي "المحتل، الذي صب جام غضبة وشن حربين كبيرتين على غزة، استخدم فيها آلالاف الأطنان من المواد المتفجرة المسمومة، وقصف الاحتلال بالطيران الآلاف من المنازل والوحدات السكنية والمؤسسات الحكومية، وقدمت غزة خلال الحربين أكثر من 2000 شهيد وأكثر من 15 ألف جريح ..

هي غزة صاحبة صاروخ M75 الذي صنعته الأيادي القسامية المتوضئة لضرب المغتصبات الصهيونية في القدس المحتلة، وقد أحدث هذا الصاروخ محلي الصنع زلزال سياسي وعسكري كبير في " الشرق الأوسط " وعالم السياسة والأحاديث الإخبارية، مما استدعى البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية والرئيس الأمريكي نفسه والدول الأوربية للتحرك صاغرين؛ لمساعدة الكيان "الإسرائيلي " المسخ والتواصل مع الحكومة المصرية الجديدة لوقف الحرب "الإسرائيلية" وبشروط المقاومة..

هو نصر كبير ومؤزر حققته مدينة غزة صغيرة التي حررها أهلها قبل 8 سنوات لتكون أول جزء فلسطيني محرر على طريق التحرير المقدس الكبير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والصلاة في المسجد الأقصى مهللين مكبرين فاتحين للقدس والأقصى .شمرت غزة عن ساعدها وقامت بجمع التبرعات من الناس المحاصرين من أجل إنقاذ إخوانهم المحاصرين في سوريا الشام، فتبرع الصغار والكبار والنساء والحكومة الصامدة المحاصرة؛ لتقديم جزء قليل للاجئين السورين على الحدود اللبنانية وعلى الحدود التركية .. فما كان من هؤلاء اللاجئين الضعفاء إلا أن قدروا وثمنوا هذه المواقف النبيلة من غزة المحاصرة وقدروا حضور الشخصيات القيادية في حكومة غزة لمساعدة اللاجئين السوريين المشردين على الحدود الدولية .

هي غزة دائما وأبدا تعلمنا الدروس ونأخذ من حياة أهلها المحاصرين العبر والمواقف السامية في العمل والجهاد والمقاومة والدعوة والفداء .. هي غزة الجريحة بلد الحريات وبلد الضعفاء والفقراء والمساكين .. وكل من يزور غزة يستنشق هواء ورحيق الحرية في النضال والفكر والعمل الرشيد ...أما الشام فهي درة الوطن العربي وزهرته تعيش أياما وليالٍ " بإذن الله" لن تطول عليها، إذ تفوح رائحة الموت والقتل والدمار في طرقتها وزوايها وضواحيها.. لقد أفسد النظام الحاكم معاني الحياة الجميلة في الشام.. ودمر التاريخ والآثار العريقة في دمشق في حلب في حمص في كل مكان من الشام تسير فيه تشتم رائحة التاريخ الإسلامي العريق، كيف لا وقد كانت دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية في العهد الأموي وكانت محط الأنظار وبلد يشع بالعلم والنور والنماء يتوافد إليها الرحالة والمفكرون من شتى أصقاع العالم ؟!!ها هي الشام اليوم تعيش حزنا كبيرا ومآسي وجراحات وآلام تتنقل بين المدن والحارات بينما يقف العالم الأممي يتفرج على ما يحدث في الشام ولا يتحركقيد أنملة؛ لكي يحمي أبناء الشام ويوقف المجازر اليومية بحق أبناء الشام.من منا ينسى الشام بتاريخها وقصورها وشوارعها وآثارها الإسلامية الخالدة؟! فقد كانت الشام إحدى حواضر الإسلام التي انطلقت منها الجيوش الإسلامية العربية الجرارة لتحرير البلاد من عبادة الأوثان والأصنام،ودخولهم في الإسلام منهج الحياة والحضارة والآمان، وانطلقت من الشام الجيوش لنشر الإسلام ورفع راية التوحيد على جبال الأندلس، فقد وصلت حاضرة الشام في عهد الدولة الأموية إلى أوج الازدهار والتقدم؛ فقد كانت أكبر دولة في التاريخ امتدت مساحتها من شواطئ المحيط الأطلسي حتى تخوم الصين،و كانت تنعم بالعلم وتزخر بالحضارة والتراث، وكان طلاب العلم يزرونها من شتى أصقاع الأرض لينهلوا من معارف الشام وعلوم أهل الشام ويتعرفوا على سماحة أهلها وكرمهم الكبير .

إن الشام اليوم بحاجة إلى دعم ومساندة من جميع أبناء الأمة الإسلامية والعربية ومن أحرار العالم؛ من أجل أن يحيا الشعب السوري حراً أبياً، إن الشام بحاجة إلى من يضمد جراحها ومن يعيد البهجة والسرور إلى أطفالها وشيوخها، ومن ينقذ لاجئيها من التشرد والعيش الأليم في الخيام وبين حر الصيف وبرد الشتاء القارس.

لك التحية يا - شام العزة- من فلسطين الأبية .. لك التحية - يا شام -وأنت اليوم في معركة التحرر من هذا النظام الفاشي ... لك التحية كل التحية - يا شام الأبية- وأنت اليوم تدافعين عن الإسلام وعن شرف الأمة... يا أهل الشام .. اقتربت لحظات الحرية واقتربت لحظات النصر المبين بإذن الله .. ابقوا صامدين ثابتين ولن يخذلكم الله أبدا .ستنجو الشام " بإذن الله " مما يحل بها اليوم من دمار ومأساة كبيرة، كما أخبرنا التاريخ عندما نجت من الغزو الصليبي والغربي الذي عاث بها دمار اًوخراباً.. وستنتصر ثورة الشام على طواغيت نظام الفجار .. وستكون حاضرة الشام راية البداية لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك ..