قيادي حمساوي يتحدث عن موقف الحركة في حال فراغ منصب الرئاسة وصفقة تبادل مع إسرائيل

hamas.jpg
hamas.jpg

غزة/ المشرق نيوز

تحدث القيادي في حركة حماس حسام بدران حول الانجازات التي حققتها مسيرة العودة في قطاع غزة وضرورة استمراها , مؤكداً في بدايةً حديثه انه لا بد من الإدراك أن مسيرة العودة لم تكن تحركاً حزبياً أو تنظيمياً لحركة حماس، بقدر ما كانت فعلاً شعبياً عاماً وعارماً انسجمت فيه حماس مع غيرها من القوى والفعاليات والجمهور الفلسطيني الذي يتوق للحرية في قطاع غزة، وهذا يقدم أول إنجازات المسيرة التي قدمت نموذجاً واقعياً لإمكانية تفعيل الحراك الشعبي والتعامل معه كورقة قوة حقيقية بيد شعبنا الفلسطيني، وهي قوة لا بد أن يحسب لها العدو الاسرائيلي والقوى الحامية له كل حساب.

وأضاف لا بد أيضاً من الإنتباه إلى أن المسيرة أعادت قضية قطاع غزة وحصاره إلى واجهة الاهتمام العالمي، رأينا سقف تركيا المرتفع مثلاً في موضوع طرد السفير الاسرائيلي بطريقة مهينة ورأينا المليونية الشعبية التي حضرها الرئيس التركي أردوغان في اسطنبول، وشهدنا مواقف غير مسبوقة في دول مثل جنوب افريقيا ومواقف أخرى في البرلمان الإيرلندي وعددٍ من البرلمانات الأوروبية، والشواهد كثيرة على المواقف التي كان ثمنها دماءٌ زكيةٌ طاهرةٌ هي أغلى عند حركة حماس من أي إنجاز سياسي أو حزبي.

وأكد بدران ان مسيرة العودة أيضاً وضعت دولة الاحتلال في مواجهة مع سيناريو كارثي ظلت تتحدث عنه كخيار مرعب، فهي المسيرة المعاكسة لمسار التهجير الذي تعرض له شعبنا في نكبته عام 1948 وما تلاها، بالتالي بات الاحتلال يدرك أن هذه المسيرة ترمز إلى تحول مسار القضية، بتنا نقترب من حقوقنا ونعود إلى أرضنا وأصبح هو يواجه الأزمات ويغرق في التعامل مع التحرك الفلسطيني، وهذه مسألة ينبغي النظر لها بتمعن في قراءة كافة معطيات الحالة الوطنية الفلسطينية.

وقال بدران يجب أن لا ننسى توقيت المسيرة التي تزامنت مع خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس توطئة لتنفيذ ما يسمى صفقة القرن، وهنا أعتقد جازماً أن مسيرة العودة والتطورات التي رافقتها قد أضاءت إشاراتٍ حمراء كثيرةً أمام صانع القرار الدولي ولفتت انتباهه إلى أن القدس ليست بلا أصحاب، وأن البيت الأبيض ليس صاحب القرار الأخير في شأن القدس، فهنا شعبٌ يدفع الدم للدفاع عن مدينته وعاصمته ومن يدفع الدم لا بد أن يجني يوماً الثمن مهما بلغت التضحيات، وبالتالي أعتقد أن المسيرة وضعت كوابح أمام المجتمعات الغربية وحتى بعض النظم السياسية العربية التي كانت مع الأسف تنزلق بتسارع كبير خلف موقف واشنطن المتهور.

وبالنسبة للضغوط التي تعرضت لها حركة حماس للالتفاف على مسيرة العودة وموقف الحركة منها قال بدران كلنا شهدنا حالة التوتر الاسرائيلي والاستنفار المسبق ومحاولات استباق مسيرات العودة بالتهديد والوعيد أو إرسال إشاراتٍ ورسائل غير مباشرة للالتفاف على المسيرات ومحاولة وأدها في مهدها، ومن الطبيعي والحال كذلك أن تتحرك بعض الجهات الدولية والإقليمية بطلبٍ اسرائيلي مباشرٍ أو كدور وساطةٍ تجد أنها مؤهلةٌ للقيام به، ولا أذيع سراً بالقول أن هناك من سعى لدى حماس كي تبقى مسيرات العودة هادئة دون صدام مع الاحتلال ولا أريد أن أسمي ذلك ضغطاً بقدر ما كان طلبات تسمح لها حدود العلاقة مع الحركة.

وأردف بكل الأحوال نحن في حماس لم نفاجأ من هذه التحركات وموقفنا الذي تم نقله بوضوح لكل الجهات هو ذات الموقف الذي قلناه بالعلن، وهو أن المسيرات قرارٌ شعبيٌ بيد الجمهور الفلسطيني وليست قراراً بيد حماس التي تتشرف بالانخراط في هذه المسيرات، وبالتالي فمن كان يريد أن يصل لتفاهم مع الشعب الفلسطيني بخصوص المسيرات كان عليه أن يقدم لشعبنا ما يقنعه بالتراجع عنها، ولأن ذلك لم يحدث انطلقت المسيرات في موعدها وضمن برنامجها المعلن والمعد له سلفاـ

وحول فتح مصر لمعبر رفح طيلة شهر رمضان وللمرة الاولى منذ 12 عام أثنى بدران على مصر وعلى مواقفها تجاه القضية الفلسطينية في بعدها السياسي والقومي وأيضاً في البعد الإنساني المتعلق بفتح معبر رفح باعتباره رئة الحياة لشعبنا في قطاع غزة، ونحن نقدر فتح المعبر في رمضان ونعتبره خطوةً طيبةً وصحيحةً لكن ينبغي أن يبقى المعبر مفتوحاً بعد رمضان أيضاً لأن ذلك هو الأساس، فالأصل هو فتح المعبر على مدار الساعة لتنقل الفلسطيني ذهاباً وإياباً بغض النظر عن التطورات والمواقف والمستجدات السياسية، وهنا أؤكد أن حماس لا تترك فرصةً أو لقاءً بالأخوة المصريين دون إثارة هذا الملف.

وقال وبالتالي فنحن نتمنى أن يبادر الأشقاء المصريون إلى إعادة معبر رفح إلى وضعه الطبيعي لدخول وخروج البضائع والاحتياجات والسلع ومتطلبات الخدمات والبشر بغض النظر عن حاجتهم للسفر وما إذا كانت لدواعي العلاج أو الدراسة أو العمل أو غيرها، فالسفر حق أساسي من حقوق الإنسان والأصل أن لا يمنع الفلسطيني من ممارسة هذا الحق.

وأشار  بدران بشأن نظرة الحركة لتعاطي المجتمع الدولي مع جريمة اسرائيل في غزة بالإجابة على السؤال الأول إلى أثر مسيرات العودة في تحريك ردود فعل تضامنية مع شعبنا وأساس هذا الحراك هو حجم الجريمة الصهيونية التي أوقعت أكثر من 65 شهيداً وآلاف الجرحى من المتظاهرين السلميين.

وتابع أما المجتمع الدولي بمنظومته الرسمية المكونة من منظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها فموقفها ما زال خجولاً يتملق الإدارة الأمريكية راعية الإجرام الصهيوني، وبالتالي لا نريد خداع أنفسنا بالتعويل على مواقف هذه المنظومة من قضيتنا بالعموم ومن ما جرى في قطاع غزة مؤخراً، لكن ذلك لا يعني أن علينا أن نتوقف عن طرق أبواب هذه المؤسسات ومحاولة صنع التأثير في مسارها وقرارها خاصة وأنها تتكون في النهاية من مركبات هي مواقف الدول الأعضاء التي باتت تظهر استجابة أكثر وضوحاً واقتراباً للحق الفلسطيني.

وبشأن وجود عرض مصري وقطري حول هدنة طويل الأمد مع إسرائيل وحماس شدد بدران ان حركة حماس حركة مقاومة راشدة تؤمن بضرورة الاستثمار الوطني في النضال والفعل الكفاحي، بالتالي حماس لا تقاتل لأجل القتال، وإنما تدير حرباً شاملةً هدفها النهائي تحرير أرضنا وشعبنا الفلسطيني من الاحتلال، وتحقيق ما يترتب على ذلك من عودة اللاجئين وتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لكن أي موقف فلسطيني يجب أن يكون ضمن توافق وطني يخدم المصالح العامة لشعبنا مع الحفاظ على الثوابت.

وأوضح بدران فيما يتعلق بالادعاءات الاسرائيلية بوجود صفقة تبادل أسرى بين حماس واسرائيل ان موضوع التبادل حساس جداً فكل كلمة أو إشارة ذات مدلول قد تعزز فرص التبادل أو تقوضها، وعلى الأقل تؤثر في سقف أي عملية تبادل للأسرى، وتقديري فإن دولة الاحتلال باتت تتحدث في هذا الموضوع أكثر من أي وقتٍ مضى لاعتبارين داخليين يتعلقان بالمجتمع الاسرائيلي، أولهما تزايد نشاط عائلات الجنود الذين في قبضة المقاومة وارتفاع أصواتهم الداعية إلى تحريك هذا الملف، سيما بعد ظهور عدة قرائن تضعف رواية وزارة حرب الاحتلال حول مصير الجنود وقد تمنح عائلاتهم بصيص أمل بأنهم ما زالوا على قيد الحياة بخلاف ما تؤكد المؤسستان الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال.

أما السبب الثاني فوفقاً لتقديري أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يرغب بأن تتم مهاجمته في هذا الملف من قبل المعارضة في الاستحقاق الانتخابي المقبل واتهامه بالتقصير في (إعادة الأولاد للبيت) الأمر الذي دفعه ليلقي بكرة اللهب هذه من حجره عبر الزعم بأنه يبذل جهوداً لتنفيذ صفقة التبادل، أي أن الموضوع برمته لا يعدو كونه عملية هروب للأمام.

وفيما يتعلق بتقديم نصائح لحركة فتح في حال فراغ منصب الرئيس بسبب الوضع الصحي للرئيس محمود عباس قال بدران في البداية اتقدم بالتهنئة للرئيس محمود عباس بسلامته ومغادرته المستشفى، ونؤكد أن موضوع صحة الرئيس وسلامته شأناً فلسطينياً عاماً لا ينبغي التعامل معه بحساسية، فالموت حق وقدر على كل الناس، وقد قامت حماس بدراسة كافة السيناريوهات المتوقعة في حال فراغ منصب الرئاسة، وقرارها بالتأكيد هو قطع الطريق على الاحتلال والعابثين للتدخل في مجريات هذا الملف، لشعبنا وحده هو القادر على فرز قيادته وفقاً للآليات الشرعية والقانونية المتفق عليها في النظام السياسي الفلسطيني، وهنا نؤكد أن للأخوة في حركة فتح كامل الحق في تحديد قيادة حركتهم، لكن الوضع في قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مختلف كثيراً، وهذه دعوة واضحة وصريحة للكل الفلسطيني للوقوف وقفة مسؤولة وتحديد الآليات التي يجب اتباعها لسد الشاغر إن حدث في أي موقع قيادي فلسطيني وفق ما ينص عليه الدستور.

وحول استمرار الاجراءات العقابية على قطاع غزة قال بدران ان هذا السؤال يجب أن يوجه بصراحةٍ لأطراف الحصار على قطاع غزة، هذا ويوجه للشرعيات الدولية والمنظومة العربية التي تشارك في هذا الحصار، إضافة أيضاً  لمن يحاصر غزة ويجوعها ويحرض عليها ويقطع رواتب موظفيها تحت مبررات واهية، مؤكداً ان حركته لم نأل جهداً في العمل على كسر هذه الحالة، وقال بأننا أكدنا للأخوة في فتح في كل لقاء أن الإجراءات العقابية على غزة مرفوضة من حيث المبدأ والتفاصيل، وهي خطوة انتحارية تضرب النسيج الفلسطيني في مقتل وسنبقى نعمل في كل الاتجاهات لمحاولة إنهاء هذه العقوبات.