الاعلام العبري: زيارة أوباما تفتح صفحة جديدة مع نتنياهو

الاعلام العبري: زيارة أوباما تفتح صفحة جديدة مع نتنياهو
الاعلام العبري: زيارة أوباما تفتح صفحة جديدة مع نتنياهو

القدس المحتلة / مشرق نيوز

قال الاعلام العبري انه لا شك بأن زيارة رئيس أمريكا باراك اوباما إلى إسرائيل يوم غدٍ الاربعاء، ستضع علاقة باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على المحك من جديد، وانه يصعب نسيان الكم الهائل من التقارير والمقالات الصحفية التي وصفت علاقة الزعمين بأنها باردة وتتسم بعدم الثقة، رغم تصريحات أوباما الأخيرة أن علاقته بنتنياهو "ممتازة".

واشار بأن زيارة أوباما إلى إسرائيل أمر لافت تأتي في ولايته الثانية، بعد أن تحرر من هاجس الترشح مرة أخرى  ومباشرة بعد أن عرض نتنياهو، الذي فقد من مهابته بعد الانتخابات، حكومته الجديدة حيث يلاحظ محللون في إسرائيل أن توقيت الزيارة ليس من باب الصدفة، مقترحين أن الرئيس الأمريكي يصل إلى إسرائيل بعد أن اطمأن أنه صاحب اليد العليا.

ونفى أوباما وجود توتر في العلاقات بينه وبين نتنياهو، وصرح في أجد مقابلة له مع الإعلام الإسرائيلي (القناة الثانية)، مناديا رئيس حكومة إسرائيل باسمه المختصر "بيبي"، وقائلا "علاقتنا ممتازة". وتابع أوباما قائلا "إنه (نتنياهو) صريح معي بشأن موافقه وأنا صريح معه بشأن مواقفي"، مشيرا إلى أنه اجتمع بنتنياهو أكثر من أي زعيم آخر خارج أمريكا.

وشدد الرئيس الأمريكي في المقابلة على أن التقارير حول الخلافات بين الشخصين، بعيدة عن الحقيقة، وهي إثارة إعلامية في الدرجة الأولى، ولكنه أوضح أن ثمة فروقات بين الحكومتين، وهي نتيجة التقاء حكومة " مركز – يسار" في أمريكا مع حكومة "محافظة" في إسرائيل، وليست نتيجة علاقات ضعيفة بين الزعيمين.

ورغم هذه التصريحات، يعتقد مطّلعون في إسرائيل على العلاقات بين البلدين، أن أوباما لم ينس بهذه السرعة محط التوتر الأخير بين الرجلين، حين كثرت التقارير الصحافية عن تدخل نتنياهو في الانتخابات الأمريكية، ودعمه الصريح للمرشح الجمهوري ميت رومني. وظهرت حينها صور نتنياهو وهو يستقبل رومني، في مقره في القدس، وكأنه يرحب بالرئيس الأمريكي المرغوب فيه، مع أن ديوان رئيس الحكومة نفى هذه الادعاءات، وصرح بأن أوباما حين كان مرشحا للرئاسة عام 2008، وزار إسرائيل، استُقبل باحتفاء مماثل.

ويعود الخلاف بين الرجلين إلى ولاية أوباما الأولى، حين قرر أوباما عام 2009 زيارة الدولة العربية الأهم في المنطقة، مخاطبا العالم الإسلامي من القاهرة، ومتجنبا زيارة إسرائيل، وقد صرّح وقتها أن الولايات المتحدة لن تقبل باستمرار مشاريع الاستيطان الإسرائيلي. وازداد التوتر بين أوباما ونتنياهو حين فرض الرئيس الأمريكي سياسته لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وطالب بتجميد البناء في الأراضي التي ضمتها إسرائيل بعد حرب 1967. ووافق نتنياهو على تجميد البناء، متأملا أن تقدم هذه الخطوة مساعي السلام، إلا أنها لم تحرك عجلة المفاوضات.

وجاء بعدها رد نتنياهو في خاطبه في الكونغرس الأمريكي، مخاطبا الشعب الأمريكي مباشرة، وقائلا إن إسرائيل لن تعود إلى حدود 1967 خلافا لإرادة أوباما، ومكررا في البيت الأبيض، في لقائه مع أوباما، أن العودة إلى حدود 1967 لا تنسجم مع ضروريات إسرائيل الأمنية في الحاضر، وقد سمى هذه الحدود بأنها "حدود يصعب حمايتها". وازداد التوتر بين الزعيمين في كل مرة أعلنت إسرائيل المصادقة على المزيد من البناء في الضفة الغربية، وبلغ التوتر قمما جديدة، حين نشر الإعلامي المقرب من البيت الأبيض، جفري غولدبرغ، في بداية العام الحالي، تصريحات أدلى بها أوباما، قائلا إن "نتنياهو لا يفهم ما هي مصالح إسرائيل"، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يدفع بإسرائيل نحو عزلة دولية.

وبعد حقبة العملية السلمية المتوترة، لم يخفّ زخم التوتر بين الزعيمين، وكان جوهر الخلاف في هذه المرة الملف الإيراني، بحيث ازدادت التقارير حول الفروقات بين الإدارة الأمريكية وبين الحكومة الإسرائيلية بشأن الخط الأحمر لبرنامج إيران النووي. وتصاعد الخلاف حين صرّح نتنياهو في العام المنصرم، أن "الدول التي لا تضع خطا أحمر لبرنامج إيران النووي، لا تملك الحق الأخلاقي لوقف إسرائيل عن التحرك للدفاع عن نفسها"، وجاء ردّ أوباما أنه لا يعتبر هذه "الضجة الخلفية" حين يقرر سياسة أمريكا اتجاه إيران.

ومن المحطات الخلافية التي زادت من حدة الاضطراب بين الزعيمين، كان تصرف الإدارة الأمريكية مع "الربيع العربي"، وقد استغربت القيادة الإسرائيلية كيف أن إدارة أوباما نفضت يدها من حلفائها العرب، ودعمت طموح الثورات العربية من دون أن تدرس عواقب هذا الدعم. وقد شددت القيادة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو آنذاك على مخاوفها من صعود القوات الإسلامية، وبدا أن منطق الزعيمين لا يتقاطع مرة أخرى، بحيث أن كل يرى الشرق الأوسط بمنظار مختلف.

وزيارة أوباما غدا تطرح تساؤلاً حول انها ستفتح صفحة جديدة بين الزعيمين، يغلب بها التجانس على التبيان بين سياستهما، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الملحّة في الشرق الأوسط مثل إيران وسوريا، لكن مطّلعين على العلاقات بين الزعيمين أشاروا إلى أن أوباما قادم إلى إسرائيل ليخاطب الشعب الإسرائيلي، متجاهلا حكومة نتنياهو الجديدة، أسوة بما فعله نتنياهو حين زار الكونغرس الأمريكي.