إلى حبيبتي مصر، و إلى تونس أيضاً !!! بقلم: معتصم أحمد دلول

إلى حبيبتي مصر، و إلى تونس أيضاً !!!  بقلم: معتصم أحمد دلول
إلى حبيبتي مصر، و إلى تونس أيضاً !!! بقلم: معتصم أحمد دلول

إلى حبيبتي مصر، و إلى تونس أيضاً !!!

بقلم: معتصم أحمد دلول

من المفارقات العجيبة التي يراها الإنسان في حياته أن هناك أناس يعيشون على أحلام، و يدفعون لها باهظ الأثمان من الأموال و المهج و الأيام أو السنين خلف القضبان و يدفعون أحياناً حياتهم من أجل تلك الحرية، و لكن عندما تأتي الحرية إليهم على طبق من ذهب، فإنهم يتنكرون لها و يتهربون من استحقاقاتها و كأنها غولٌ لم يشاؤا أن يقتربوا منه خوفاً من أن يبتلعهم فيضيعوا في ثنايا معدته و أمعائه.

و عندما يواجه هؤلاء المخبولون أناساً يستغلون هذه الهدية الثمينة و يبدأون العمل من أجل رفعة أوطانهم و مجتمعاتهم، فإنهم لا يجدون أمامهم إلا أن يتجهموا للواقع و أن يضعوا عقولهم في مكب النفايات و يلبسون أثواب التخلف و الرجعية و المكر السيئ، و يبدأون هجومهم على الأحرار و الأبطال و الوطنيين الذين ليس لهم همٌ إلا التحرر من ربقة المستعمر و يسعون إلى إعادة إحياء الأدوار الريادية لأوطانهم حتي يصبحوا قادرين على التفكير و الإبداع من أجل إيجاد مكانة محترمة لذلك الوطن الذي عاش عقوداً من الزمن مسلوب الهوية و الإرادة.

و ما نراه اليوم من معارضة في تونس، أم الثورات العربية، و في مصر على وجه الخصوص، ما هو إلا ضرب من ضروب التخلف و الوهم الذي يراد منه إعادة تلك البلاد إلى أحضان المستعمر. فالبادي لنا و للناظرين أن تلك المعارضة لم تكن يوماً تسعى لحرية بلادها و شعوبها، بل إنها كانت تحارب من أجل إدارة العجلة و نقل وكالة المستعمر، الذي نهب مقدرات البلاد و العباد لعقود، إلى أيديهم.

و الدليل على ما نقول: أن وسائل الإعلام التي تساندهم يدعمها المستعمر، بل إن المستعمر سخر وسائل إعلامه ليساند تلك المعارضة البائسة اليائسة، و الدليل أيضاً أن الوسائل التي تستخدمها المعارضة هي تدمير البلاد كما رأينا في تونس و نرى كثيراً في مصر؛ حيث حرق المنشآت الخاصة و العامة و التخريب و التدمير و التطاول على المسئولين الذين وصلوا إلى زمام الحكم من خلال الثورات، و ذلك بكل شفافية و على الرغم من حملات التشويه الذي تعرضوا لها.

و لقد رأينا أن المعارض التونسي الذي اغتيل الشهر الماضي، و هو واحد من بين المعارضين و لكنه كان أكثرهم تفاهة، حيث كان أكثرهم ازدراء لنتيجة الثورة في تونس، و هو من الذين كانوا جريئين  في المطالبة بتدخل المستعمر في شئون تونس الداخلية من أجل الحيلولة دون تمكن أحد الأحزاب، و هو صاحب الأغلبية بكل حيادية و شفافية، من السيطرة على الفوضى و الانطلاق بعجلة التطوير و البناء. مقاطع صوتية و فيديو لذلك المعارض شكري بلعيد في مهاجمة الثورة مليئة على اليوتيوب.

و لقد رأينا أيضاً أن المعارضين في مصر يصطفون صفاً واحداً في داخل مصر الحبيبة و خارجها و معظمهم من بقايا النظام البائد. رأينا يوماً سخافة أحدهم و هو يعقد مؤتمراً صحافياً في ميدان التحرير و حوله أنصاره و هو يهاجم الحكومة و الرئيس و يدَّعي أنه يقف في الميدان من أجل حماية الثورة. و لقد كان ذلك الموقف من أسخف ما رأيت من ذلك المخبول، حيث أنه كان يتحدث و خلفه جدارية كبيرة رسمها الثوار إبان الثورة تظهر رؤوس النظام البائد الذين كانوا يسعون لإسقاطها، و رأسه من بين تلك الرؤوس.

ثم يخططون مع الاحتلال الإسرائيلي عياناً، و قد كان ذلك واضحاً في زيارة عمرو موسى لرام الله حيث اجتمع مع مسئولين إسرائيليين في بيت أحد قيادات السلطة الفلسطينية قبل الحرب الأخيرة على غزة. اجتمعوا لتنسيق المواقف خلال الحرب و كيف سيتم استغلال انعكاساتها في إحداث فوضى عارمة في القاهرة. فقد أعلن انساحبه هو و أقرانه من لجنة إعداد الدستور و قالوا إن الإخوان يتغولون عليهم و يقرون ما يريدون من تشريعات دون موافقتهم، و قد كان كذبهم واضحاً إذ كانوا قد وقعوا على موافقتهم لكل البنود التي كانت قد انتهت اللجنة من صياغتها، و هي معظم بنود الدستور.

ثم رأيناهم و رأينا خبثهم و خبث إعلامهم كيف يدافعون عياناً عن الاحتلال الإسرائيلي و يهاجمون الفلسطينيين و يحاولون قدر المستطاع أن يزجوا بهم في أتون خلافاتهم و يحرضون عليهم ليواصلوا سياسة الحصار التي بدأها سلفهم حسني مبارك. و كان آخر ما افتعلوا أنهم مدير تحرير صحيفة الأهرام يدّعي أن مسئول في حماس أدلى له بمعلومات أن ثلاثة من قيادات كتائب القسام هم الذين قتلوا الجنود المصريين في رمضان الماضي.

و في هذا المضمار، أؤكد أمرين؛ أولهما أن القسام صاحب اليد الطاهرة لا يمكن أن يؤذي أمه مصر، و لا يحسبن هؤلاء الجبناء أن مشاركة مصر في حصار و إذلال الشعب الفلسطيني ستؤثر، و لو شيئاً قليلاً على حب الفلسطينيين لمصر. الفلسطينيون يعلمون جيداً من هو عدوهم و من يحاصرهم. و لذلك، فإن القسام أحرص من هؤلاء على أمن مصر و على دماء إخوانهم المصريين.

أما الأمر الثاني فإن الفلسطينيين يعولون كثيراً على نهضة مصر و استقلال قرارها و قوتها لأنها هي السند الأساسي لهم جغرافياً و اقتصادياً و سياسياً و في كل النواحي. لذلك، فإن الفلسطينيين ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي تصل فيه مصر إلى ذروة دورها السامق الذي شمخ في أعماق التاريخ و الذي سيشمخ بإذن الله في أعماق المستقبل.

فلا الأعداء ترهب مصرنا *** و لا الأهواء تصليها الأذى

مصر الحبيبة عنوان الأمل *** و رمز العز و مصرع من غدر