خيارات مرسي! ! بقلم : طلعت مغاوري

خيارات مرسي! !  بقلم : طلعت مغاوري
خيارات مرسي! ! بقلم : طلعت مغاوري

خيارات مرسي! !

بقلم : طلعت مغاوري

تراجعت ثقة المواطن العادي بالدولة المصرية التي يفترض أنها تتكئ على مؤسسات عريقة أزمات مصر في تزايد مستمر.. ومشروع النهضة الوهمي حبر على ورق في كل تصريحاته الصحفية والاعلامية يؤكد الرئيس محمد مرسي أنه رئيس لكل المصريين.. ولكن واقع الأمر يقول عكس ما يؤكده الرئيس.. واقع الأمر يؤكد أن محمد مرسي منذ توليه السلطة نهاية يونيو الماضي هو رئيس لأهله وعشيرته وجماعته. انحيازاته ليست لجموع الشعب ولكنه يعمل لصالح الجماعة من أجل سيطرتها على أجهزة الدولة المختلفة.. عبر رئيس حكومة ضعيف ووزراء اضعف وبالتالي من السهل السيطرة عليهم وتوجيههم نحو تمكين الاخوان من مفاصل الدولة.. يزرعون رجالهم في كل الوزارات وفي كل المناصب العليا المهمة لفرض سيطرتهم.. ماذا يفعل وزير الأوقاف في وزارته أليس تمكيناً للاخوان للسيطرة على وزارة الأوقاف؟.. ما يفعله وزير الصحة أيضاً أليس امتداداً لهذه السياسة؟.. ما يحدث في وزارة الكهرباء والاسكان والادارة المحلية أليس هذا كله يصب في صالح الجماعة ومرشدها حتى تصبح سيطرة الاخوان على الدولة أمراً واقعاً؟!.. لقد مكث الحزب الوطني المنحل في الحكم لمدة 30 عاماً وهذا لم يمنع انهياره بمجرد قيام الثورة وخلع حسني مبارك.. فهل الرئيس مرسي والمرشد محمد بديع أقوى من الحزب الوطني والرئيس المخلوع؟! منذ قدوم مرسي رئيساً لمصر والمشكلات والازمات في تزايد مستمر.. مشروع النهضة الوهمي حبر على ورق.. رئيس الدولة يزيد من المشكلات بدلاً من حلها، انحيازه الدائم والواضح لأهله وعشيرته.. صدامه المستمر مع قوى المعارضة الحقيقية.. عمل بقراراته على انقسام الوطن بدلاً من توحيد كلمته لحل المشكلات المستعصية التي تهدد بانهيار الوطن وإفلاسه خاصة الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تستفحل يوماً بعد يوم.. هل من المعقول ان ينفد رصيد الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية خلال 3 أشهر فقط، كما أعلن وزير التخطيط؟ ماذا فعل الرئيس مرسي لوقف نزيف الاحتياطي والاقتصاد المهدد بالانهيار؟.. ماذا قدمت حكومة مرسي بعد 6 أشهر من توليها؟.. كل هم الرئيس وحكومته هو الحصول على قرض صندوق النقد الدولي وقدره 4.8 مليار دولار فهل هذا يكفي لاقالة الاقتصاد من عثرته؟.. واذا كان هذا القرض هو محاولة لسد جزء من عجز الموازنة وهو ايضاً اضافة أعباء على كامل الاجيال القادمة لسداد هذا القرض؟.. فماذا بعد الحصول على القرض وانفاقه لمن نلجأ للحصول على قروض أخرى؟ هل من حلول اخرى للخروج من الأزمة الاقتصادية بعيداً عن سياسة الاستدانة والسلف التي كان يقوم بها الرئيس السابق.. وهل هناك فرق أيضاً في الحلول الاقتصادية والأمنية؟ ماذا كان يفعل حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وماذا يفعل محمد ابراهيم وزير الداخلية الحالي غير سياسة البطش والارهاب والتزوير وخطف المعارضين وتعذيبهم.. أليس مبارك ومرسي وجهين لعملة واحدة؟ << إذا كانت تمثيلية إبعاد المشير والفريق قد «خالت» ومرت على بعض المواطنين.. وأن ما حدث لم يكن اتفاقاً تحت مسمى الخروج الآمن فحقيقة الأمر إن الجيش حاضر وبكل قوة في الواقع السياسي.. هل جرؤ أحد على الاقتراب من وضع القوات المسلحة في مواد الدستور؟.. مازال الجيش هو القوة الحاكمة وهو المرجعية في الوطن حال تأزم الموقف بين الرئيس والمعارضة لأنه لن يسمح بانهيار البلاد بأي حال من الأحوال؟ أليس مطالبة أهالي بورسعيد بعودة القوات المسلحة للسيطرة على مقاليد البلاد هو تعبير عن لسان حال الكثير من المواطنين بعد محاولة الاخوان ابتلاع الوطن والسيطرة عليه بمساعدة الرئيس محمد مرسي؟.. كيف يمكن أن تفتح طاقة أمل للمصريين في ظل هذا الظلام الحالك الذي يفرضه الواقع المر بسبب عجز الرئيس وحكومته في ادارة شئون البلاد؟.. كيف يمكن الخروج من حالة اليأس والاحباط التي استفحلت في نفوس المصريين هل من مفر في ظل تخبط وعناد الرئيس في قراراته؟ جبهة الانقاذ التي تقود المعارضة في البلاد تحاول أن تصل الى كلمة سواء مع مؤسسة الرئاسة.. ولكن الرئيس لا يفي بوعوده ويتفق على شىء ويصدر قرارات عكس ما يعد به.. منذ وعوده بتعديل تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وعدم عرضه على الاستفتاء الى بعد التوافق عليه واصداره اعلاناً دستورياً يحصن الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى من الحل ويحصن قراراته السابقة واللاحقة.. ورغم كل ذلك لايزال الرئيس يدعو المعارضة للحوار فأي حوار يدعو اليه وهو لا يلتزم بوعوده.. تكررت دعوة الرئيس للحوار وبعد ما ايقن المعارضون عدم جدية وجدوى الحوار رفضوا تماماً المشاركة الا بعد التعهد بتنفيذ الوعود المعارضة قاطعت انتخابات مجلس النواب القادمة ورغم اعلانها ذلك الا انه لايزال هناك بارقة أمل وطاقة نور اذا تم تعيين نائب عام جديد طبقاً للدستور وتعيين حكومة جديدة غير موالية للرئيس والاخوان تدير الانتخابات بنزاهة وشفافية.. والالتزام بتعديل الدستور التزاماً مكتوباً والذي مرر في ليل ويتم الاستفتاء عليه كأمر واقع.. فماذا فعل مرسي للتوافق مع المعارضة والوصول الى كلمة سواء؟ فهل من الطبيعي ان يسعى رئيس الدولة للصلح بين حماس واسرائيل ويصل الى اتفاق بينهم بضمانة مصر ويكثر عليه أن يمد يده باخلاص للتوافق مع قوى المعارضة؟ أمام الرئيس مرسي خياران لا ثالث لهما اما ان يثبت انه رئيس لكل المصريين كما يدعي او ان جموع المصريين خارجين من حساباته وانه رئيس لأهله وعشيرته وجماعته ولن ينحاز الى غيرهم.. الرئيس الآن في موقف يحسد عليه لأنه بقراراته أدى الى انقسام الوطن بين الشعب وجماعته ويجب عليه أن يغير من سياساته وميوله وانحيازه للشعب والوطن.. لتبقي الجماعة بعد تقنين اوضاعها دعوية خيرية أما سياسية فلا وألف لا ليبقى المرشد العام مرشداً لأهله وجماعته فشعب مصر ليس ملكاً للرئيس ولا للمرشد، على الرئيس أن يمد يده الى جبهة الانقاذ للخروج من المأزق الاقتصادي والسياسي والأمني لتبقى مصر لكل المصريين.. عليه أن يقدم تنازلات وقرارات مكتوبة لتعود جبهة الانقاذ الى الانتخابات حتى لا تتكرر فضيحة برلمان 2010 والتي كانت مقدمة الثورة.. يا سيادة الرئيس لا تعاند كما كان المخلوع وخليهم يتسلوا لأن العواقب ستكون وخيمة على رؤوس الجميع.. تصالح وطني ووحدة وطن لتحيا ثورة المصريين