العالم العربي بين التصالح مع نفسه او الانتفاض علي الكل بقلم : اجمد السبعاوي

العالم العربي بين التصالح مع نفسه او الانتفاض علي الكل  بقلم : اجمد السبعاوي
العالم العربي بين التصالح مع نفسه او الانتفاض علي الكل بقلم : اجمد السبعاوي

العالم العربي بين التصالح مع نفسه او الانتفاض علي الكل

بقلم : اجمد السبعاوي

  يعيش العالم العربي منذ اكثر من سنتين عواصف واعاصير عاتيه ,منا من يسميها ربيع ومنا من يسميها خريف ومنا ما لايعرف ماذا يطلق عليها . فهل هي ربيع ام خريف  ولد ام بنت ؟  الغريب ان الامه انقسمت كل حسب موقعه وتحالفاته وكل حسب موقفه. وفي الدول القطريه ايضا الانقسام بين جماعه الربيع وجماعه الشتاء  كل حسب موقعه ومصالحه ونظرته للمستقبل. فاين التسميه الصحيحه وماهي القراءه العقلانيه واين مصالحنا كاْمه؟ هل هناك قاسم مشترك نتفق عليه بالنسيه للمستقبل ؟ هل نعرف ماذا نريد؟ اليوم نحن مطالبين بتحديد طريقنا وماهيه اهدافنا وماهو شكل مستقبلنا؟ هل هو ديموقراطي غربي ام ديموقراطيه عربيه ذو طعم محلي تلتقي فيها التقسيمات العائليه والطائفيه والعشائر والاقليات وكل الخليط الذي يميز عالمنا؟ وماهو الخيار المطروح علينا في هذه الفتره التاريخيه الغريبه؟

ساْبدا اولا من تحديد مالانريد واعتقد اننا جميعا علينا تحديد مالانريد اولا علنا نرسم خارطه مانريد بعد استثناء مالا نريد. ما لا نريد كلنا اولا هو الحرب الاهليه والاحتكام الي الاقتتال والدم والسلاح في معادله العلاقه الداخليه , وما لانريد ثانيا التدخل الغربي واي تدخل اجنبي في مسار تحولاتنا ومجري حياتنا فلن نقبل اي مساعده اجنبيه سواء بالسلاح او المال لافساد علاقاتنا وتوازناتنا الداخليه المتوارثه من الاف السنين. اذا اجمعنا علي النقطتين الهامتين في مالا نريد سنكون قد عبرنا الي وحده حال وهدف مهم جدا لكي نبحث في داخلنا عن ما نريد ومايحقق الامن والطمانينه والعدل للغالبيه العظمي من الشعب لان تحقيق العدل لن يكون مطلقا في  بدايته بل سيكون تدريجيا..

ما نريد او ما نتصور انه مطلب الغالبيه:_

 

اهم المطالب التي اعتقد ان عليها اجماع هو تحقيق العدل الاجتماعي والمساواه وفرص العمل وتقدم الاقتصاد وايجاد الفرص للجيل الشاب في مجتمع غلب عليه التمايز الشديد بين الطبقات واستئثار حفنه من الناس بمعظم الثراء وذلك لعوامل سلطويه وتاريخيه وارتباطات خارجيه..ان تطوير اقتصاد اي من دول العالم العربي يحقق في ذاته فرصا اكبر لابنائه من الجيل الشاب ويبعث الامل في نفوس تلك الشريحه الكبيره التي تشكل في معظم المجتمعات العربيه 50% واكثر ممن هم تحت سن الثلاثين بمعني تشجيع مايقدر بنصف المجتمع علي ان يكون ايجابيا وذو امل في الغد وبالتالي نضمن بقائه ومشاركته الايجابيه في عجله الحياه ..مع العدل الاقتصادي والاجتماعي بالضروري توفر الحريه وهي التي تشكل نقطه اختلاف في الوقت الحالي مع الاسئله الكبيره التي تم زجها في الساحه العربيه في غير موعدها وهي هل نريد حريه وديمقراطيه وعلمانيه علي الطراز الغربي ام نريد دوله اسلاميه شبه ديموقراطيه كايران ؟ اعتقد ان هذا السؤال لا يتناقض ابدا مع تحقيق العدل الاجتماعي والامن والاستقرار والفرص للجيل الشاب..نحن لسنا بحاجه الي التوهان في اسئله لن تدخلنا الا في مسارات ونزاعات جدليه وعقيمه وغير مجدبه ...نحن نريد نظام سياسي شفاف غير فاسد يعمل علي تحقيق العداله والمساواه وايجاد الفرص بدون قمع واضطهاد وديكتاتوريه.

 

ان شكل الدوله وتوجهها لايهم كثيرا طرحه واثارته في هذه اللحظه الغير مستقره, فسواء كان الحزب الحاكم او الرئيس الحاكم اسلامي ام قومي ام علماني مدي نجاحه يقاس بمدي ازدهار الاقتصاد وتحقيق العداله الاجتماعيه وتوفير الفرص وهامش الحريات التي يمنحها للمجتمع سواء للاحزاب المعارضه ام للصحافه والاعلام بدون المساس بالامن والاستقرار وبدون العمل علي قلب الحكم والحاكم باساليب غير صندوق الاقتراع ..ان صندوق الاقتراع يجب ان يكون الفيصل اذا رغبت كل القوي السياسيه الديموقراطيه خيارا بديلا عن الوفاق الوطني ولذلك لا يحق لاي حزب او جماعه اثاره الشارع وقتما تشاء وتعطل سيروره الاقتصاد وتدخل المجتمع في دوامه الاختلافات الفئؤيه  في الفتره التي من المهم ان تتركز الجهود للاعمار والبناء والنهضه الاقتصاديه.

 

ان  التغير يجب ان لايتم الا عبر صناديق الاقتراع وبه فقط حتي تعرف كل القوي والاحزاب التي في السلطه والمعارضه انها محصنه بثقه الشارع وان عليها العمل لتحقيق برنامج البرنامج التي وعدت به جمهورها وشعبها بشكل عام ولا يجب ان تلتفت السلطه لمقارعه احزاب المعارضه ومن يعمل لمصلحه فئات خارجيه لافساد الامن والاستقرار وتعطيل الاقتصاد ولكي تكون هناك فرصه مره اخري لاي حزب ياتي بعد الانتخابات التاليه لينفذ برنامجه بدون تعطيل من الاحزاب الاخري انها معادله هامه جدا وبدونها نكون عاملا مفشلا لبغضنا البعض وبالتي لاطعم لاي حريه واي انتخابات ستكون بلامعني وبلا اي انجاز ولاتكون  هذه الانتخابات باي شكل من الاشكال الي حلقه في مسلسل الهدم الذاتي ولعبه في ايدي الاحزاب للانقضاض علي بعضها وتكون اداه للهدم الدائم..

ماهو البديل؟

رغم صعوبه التحديات المعيشيه التي يواجهها المجتمع العربي وشبابه في شتي مجالات الحيات الا ان احزابه لاتولي الاهتمام لمصالحهم ومطالبهم بل تعمل علي اثاره البلابل من اجل مصالحها السياسيه الضيقه غير مراعيه لمصلحه المجتمع ومشاكله وتطلعات ابنائه الحقيقيه...ان الخيارات المطروحه امام كل الحريصين الوطنيين والاسلاميين هي ثلاثه  : اما المصالحه والتصالح مع الاخر من اجل الغد الافضل بالعمل معا من اجل تحقيق العداله الاجتماعيه والنمو الاقتصادي والحريه والامن والاستقرار لكل فئات المجتمع مع الاحتكام والارتضاء لنتائج الصندوق الانتخابي او اضاعه الفرصه والاقتتال والضغينه والفشل ومن ثم الذهاب بالبلاد الي الحرب الاهليه ونشر الياْس بين الناس واقفال الابواب امام الاستثمار الاجنبي ومنها المطالبه بالاستقواء بالاجنبي علي بعض وفتح الباب علي مصراعيه لكل الحاقدين والخونه ليشعلوا الفتن والحرب الاهليه.. اما الخيار الثالث فهو عوده الديكتاتوريه باقصي صورها وابشع وسائلها لتسود وتنشر الامن بالحديد والنار والمشانق والسجون ومصادره الحريات وانعدام الافق الاقتصادي والمستقبل للشباب.

خلاصه القول ان المرحله تتطلب تصالح من الاحزاب الاسلاميه مع القوي والاحزاب والمكونات المجتمعيه وتاجيل البت في شكل الدوله سواء علمانيه ام اسلاميه  وفقط العمل الجاد لتحسين الاقتصاد وايجاد الفرص للجيل الشاب . لا يهم كثيرا في هذه المرحله ان يتم اضاعه الجهود في النقاط الخلافيه التاريخيه كشكل الدوله وشكل الحكم فنحن ارتضينا النظام الحالي فقط بمزيدا من العداله والمساواه والحريه والكرامه وبالتالي علي الاحزاب ان تحصر خلافاتها في من يحقق او يساعد علي تحقيق هذه المطالب شعبيا وتحت قبه البرلمانات ومن خلال برامج حكوميه وليس  في الاقتتال الاعلامي والمناكفات السياسيه والهدم...علي الاخوان في كل من تونس ومصر ان يعززوا مشاركه واشراك كل الاطياف المجتمعيه والشبابيه في تحقيق هذه المطالب وتوسيع دائره المشاركه لمحاصره القوي الخارجيه المتربصه وفضح القوي السياسيه الداخليه التي تعمل باجندات خارجيه...ان فرض الامن والاستقرار هو ضروره ومسؤليه من مسؤليات السلطه مع عدم المساس بحق حريه التعبير عن الراْي والصحافه طالما التزمت بالقانون..