نظرة من العمق "هل بات الانتفاضة الثالثة وشيكة "؟؟ / بقلم المصور فادي شناعة

نظرة من العمق "هل بات الانتفاضة الثالثة وشيكة "؟؟ / بقلم المصور فادي شناعة
نظرة من العمق "هل بات الانتفاضة الثالثة وشيكة "؟؟ / بقلم المصور فادي شناعة

نظرة من العمق " هل بات الانتفاضة الثالثة وشيكة "؟؟ / بقلم المصور فادي شناعة

فى  ظل التطورات المتلاحقة السياسية التى تعصف بالمنطقة فالضفة الغربية تشهد تغيراً واضحاً في المزاج الشعبي والسياسي ويتعاظم مع استشهاد الأسير عرفات جرادات تحت التعذيب خلال التحقيق معه في سجون الاحتلال  ومع استمرار معركة «الأمعاء الخاوية» لعدد من الأسرى وخاصة الحالة الصحية للاسير سامر العيساوي  المتردية يوما بعد يوم.وهذه كله ينعكس على الحالة الفلسطينية والتى تتسم بانها تتجه نحو انتفاضة ثالثة ربما تندلع فى اى وقت ، على رغم أن جنرالات الجيش الإسرائيلي يستبعدون ذلك بشرط «ألا يكون رد الجيش عنيفاً على التظاهرات»
وفى ظل تلك  المؤشرات فوزير الخارجية الأميركي جون كيري يحاول جاهداً تهدئة الأمور من خلال اتصالات هاتفية مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة مع زيادة سخونة الأوضاع واشتداد المواجهات على الأرض قبيل الموعد المقرر لزيارة الرئيس أوباما.
وكما ان  ظاهرة اقتحام الشباب الفلسطينيين للأراضي المهددة بالمصادرة، ونصبهم خياماً يعلوها العلم الفلسطيني، كرد على إجراءات الاحتلال في مصادرة الأراضي وإقامة «المس...توطنات» عليها قد تشكل بوابة لاندلاع انتفاضة جديدة

فالانتفاضات لا تندلع بسبب تخطيط من قيادة استراتيجية ما. إنها تولد وتتغذى بلهيب داخلي، من إحساس الفلسطينيين بأن الوضع الحالي لا يمكن معه الاستمرار ولا يحمل بين طياته اى مدلولات تتسم بالعدالة والرضا عن الواقع المعاش الان ، فالانتفاضة هي الأمر الأصغر الذي يمكن أن يحدث لان الحديث  عن حرب إقليمية بات وشيكا، خاصة وان من يحكم اسرائيل اليوم هو اليمين المتطرف
كما ان  الآمال الفلسطينية التي كانت معقودة على متغيرات إيجابية ممّا يسمى ب(الربيع العربي) تجاه القضية الفلسطينية، وفي مجال الصراع مع “إسرائيل”، لم تتحقق ولو في جزء صغير منها، فهذه الدول مازالت تعيش إرهاصات التحولات فيها وإشكالاتها الداخلية، وفلسطين والصراع مع اسرائيل، لا يحتلان أولوية في أجنداتها لان بلدان الربيع العربي باتت تعيش ازمات متكررة وحالة انعدام الاستقرار، وبالتالي فلا متغيرات حقيقية تنعكس إيجاباً على المشروع الوطني الفلسطيني .

لكل ذلك، فإن الأجواء مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة فالانتفاضات الشعبية لا يرتبط بالواقع السياسي المعاش ولا بالحسابات هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية: فإن الانتفاضة تندلع بالقشة التي تقصم ظهر البعير والتي تأتي في معظم الأحيان نتيجة حدث غير متوقع . في ظل وجود أرضية وأجواء مهيأة ما دامت الأوضاع السياسية جامدة إلى هذا الحد  في الوضع الفلسطيني المثقل بالأزمات  المالية والسياسية والبنيوية التنظيمية، وفي ظل عدم استقرار الوضع العربي، وفي ظل ميزان قوى دولي منحاز بالكامل إلى الطرف الاسرائيلي الذى عنوانه الدائم الاستيطان وتهويد القدس وتدنيس الاقصى.