أوصياء بالدعاية الكاذبة بقلم : علي أبو الريش

أوصياء بالدعاية الكاذبة  بقلم : علي أبو الريش
أوصياء بالدعاية الكاذبة بقلم : علي أبو الريش

أوصياء بالدعاية الكاذبة

بقلم : علي أبو الريش

يحاولون أن يتوغلوا ويتغلغلوا ويتفشوا ويفتشوا عن ثغرة ليختبئوا في جيبها ليثيروا البلبلة، ويصنعوا لأنفسهم صوتاً وصيتاً وسياطاً، وينصبوا أنفسهم أوصياء ورعاة للقانون على أراضي غيرهم، يحاولون أن يقفوا على قمة هرم الضجيج ويتحدثوا بفوقية وتعال، مقزز ويثير الاشمئزاز.

هؤلاء هم مدعو حقوق الإنسان منظمات ومؤسسات ودول ونسوا أن في الإمارات القانون فطري نشأ مع التقاليد والأعراف والإرث الجميل، قانون بنى لنفسه شريعة إنسانية شفَّافة رقيقة أرق من قطرات الندى، أعذب من نث المطر، والحس الوطني، مولود مع إنجاب كل إنسان إماراتي تشرب من الحب والانتماء، والوفاء لأرضه وقيادته، بما يكفي أن يمنحه المناعة ضد فيروسات التدخل، ويهبه القناعة بأن لا قانون إلا قانون الوشائج الوطنية المتينة، ولا حكم إلا حكم القضاء الشريف العفيف الشفيف الرهيف، الذي لا يقبل زلة ولا ملة إلا ملة الإيمان بكفالة الحقوق، كما وجوب الواجبات من دون تحريف أو تجديف أو تزييف أو تخريف، قضاء يستقي تفاصيل أحكامه، من مفاصل مجتمع أسس على التقوى وأنشئ على التواضع الجم من دون مزايدة أو مراوغة، أو مداورة، أو مجاورة للباطل.

إذاً نحن لا نستعين بمن لا يعين إلا على الشر والتشرذم والشذوذ، نحن لا نتكئ أبداً إلا على قيمنا الأصيلة ومبادئ ديننا الحنيف الذي علمنا التسامح، واللين، والمعروف في التعامل مع القضايا الإنسانية .. نحن لسنا بحاجة إلى معلمين فاشلين في بلدانهم ليلقنونا كيف نعالج قضايانا، فلدينا من الحكمة والحكماء والنجباء والنبلاء، ومن هم يرفعون ميزان العدالة فوق كل صوت، ويضعون الإنسان رمشاً وحاجباً، نحن لسنا بحاجة إلى المتسلقين والانتهازيين كي يعطونا دروساً في العدل أو يقودونا إلى خير السبل، فالقيادة أرست دعائم المساواة ولونت الوجدان الوطني بالمعاني النبيلة، من دون وجل أو غلل، والذين يريدون أن يمارسوا دور المعلم، فليذهبوا بعيداً عن هذه الأرض، لأنها منبت العشب القشيب، والضمير النجيب، والفكر اللبيب، فلا ظلم لدينا ولا ظلام، نحن نسير في الطريق الصحيح رغم أوهام الذاهبين عميقاً في عتمة الكذب والافتراء وازدراء الآخر .. نحن نحقق عدالتنا، بمفاهيمنا العقلية التي ورثناها عن ديننا الحنيف، وإرثنا الطيب، ومن صنعوا المجد بجد ووجد، ولم يحيدوا عن سواء السبيل، ولم ينحازوا إلا إلى الحق والحقيقة .. قانوننا هو كشف الحقيقة وإعطاء كل ذي حق حقه، دون مواربة أو تسريب للحقائق، قانوننا يرتوي دوماً من نهر أمنياتنا في صناعة وطن الخير والعلاقة الوطيدة ما بين الحاكم والشعب .. ونحن في غنى عن محاضرات ومهاترات، كل مجدف ومسوف ومسف.